منتدي أسرة الانبا صرابامون الاسقف والشهيد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الكتاب المقدس وأسرار الكنيسة

    avatar
    admin
    Admin


    عدد المساهمات : 22
    تاريخ التسجيل : 05/10/2009

    الكتاب المقدس وأسرار الكنيسة Empty الكتاب المقدس وأسرار الكنيسة

    مُساهمة من طرف admin 2009-10-24, 9:28 pm


    مقالات عقيدية


    الكتاب المقدس وأسرار الكنيسة
    بقلم نيافة الأنبا باخوميوس

    يعتبر الكتاب المقدس هو كلمة الله التى هى أساس الحياة المسيحية الحقيقية والتى تضمن حياة الإنسان المسيحى على الأرض، فالكتاب هو الأساس الذى يبنى عليه المؤمن حياته، لذلك يوصى معلمنا بولس الرسول المؤمنين قائلاً: "حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ" (أف 15:6).
    وللكتاب المقدس فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية مكانة خاصة جداً فهو أساس الإيمان والحياة الكنسية بكل ما تحمله من ملامح، وأساس العبادة الشخصية، وأخيراً هو أساس الحياة الروحية المسيحية.
    وعن مكانة الكتاب المقدس فى حياة الكنيسة الأرثوذكسية نحب أن نتحدث فى ثلاثة محاور :
    1- الكتاب المقدس والإيمان والحياة فى الكنيسة.

    2- الكتاب والعبادة الشخصية.
    3- الكتاب والعمل الروحى الشخصى.

    أولاً: الكتاب المقدس والإيمان والحياة الكنسية


    ويقصد بالحياة الكنسية كل الخدمات الليتورجية وهى الخدمات التى يجتمع فيها المؤمنين ليشتركوا فى الصلاة والطلبة. والحياة الليتورجية فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تشمل:
    - الخدمات السرائرية (خدمة الأسرار السبعة).
    - الخدمات الطقسية الأخرى مثل: صلوات الحميمم وصلوات تبريك المنازل وصلوات التجنيز وصلوات تكريس الكنائس والمذابح والأيقونات والأوانى... الخ.
    - والصلوات الكنسية الأخرى : مثل صلوات المناسبات: كصلاة اللقان والأعياد مثل عيد الصليب والاحتفال بأعياد القديسين.. الخ.
    وسواء صلوات الأسرار السبعة أم الصلوات الطقسية الأخرى فالكتاب المقدس يشغل فيها موضع الصدارة فهو الأساس العقيدى الذى تبنى عليه كل العقائد, فلا تخلو صلاة ليتورجية من قراءات مطولة من الكتاب المقدس, كقراءة نصوص كتابية، كما تكمل الكنيسة هذه القراءات بطلبات خاصة تناسب كل خدمة ليتورجية، وهذه الطلبات أيضاً هى مأخوذة من كلمات الكتاب المقدس، فهى موضوعة بإرشاد الروح القدس، ولكل طلبة منها مرجعاً كتابياً صريحاً.
    وبمعنى آخر فإننا كمسيحيين أرثوذكسيين لا يمكننا أن ندخل إلى الكنيسة فى أى وقت ونخرج منها دون أن تعلمنا الكنيسة من كلمات الكتاب المقدس فالكتاب المقدس فى الكنيسة هو كلمة الله "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِى فِى الْبِرِّ" (2تى 16:3). وهذه بعض الأمثلة عن حضور الكتاب المقدس فى الحياة الكنسية الأرثوذكسية.
    الكتاب المقدس فى خدمة الأسرار الكنسية :
    ويشهد الكتاب المقدس عن أهمية الأسرار فى حياة الكنيسة فيقول "اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ"
    (أم 1:9)، فالرب يسوع قد أسس الكنيسة على أعمدة سبعة وهى الأسرار المقدسة. والأمر الذى تؤمن كنيستنا به هو أن الأسرار الكنسية هى استحقاقات الصليب المقدس.
    وبالنظر إلى علاقة الأسرار الكنسية بالكتاب المقدس، فهى علاقة وثيقة تتلخص فى أن:
    - لكل سر من الأسرار مرجعه الكتابى وتاريخ تأسيسه.
    - ولكل سر من الأسرار قراءات خاصة وطويلة من الكتاب المقدس.
    - كما أن لكل سر من الأسرار بركات روحية سماوية يتكلم عنها الكتاب المقدس.
    ونحب أن نعرض فى اختصار لهذه العلاقة بين الكتاب والأسرار، فى عرض سريع ومختصر لكل سر.
    1- سر المعمودية :
    وسر المعمودية هو السر الذى به ننال الميلاد الجديد من الماء والروح بحسب قول الرب "ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو 5:3).
    أ- مرجعه الكتابى وتاريخ تأسيسه :
    عندما أوصى الرب يسوع تلاميذه قائلاً: دُفِعَ إِلَىَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِى السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 18:28-19).
    - كما أكد الرب أهميته ولزومه للخلاص عندما قال لنيقوديموس "ﭐلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو 5:3).
    - ويتكلم بولس الرسول أيضاً عن المعمودية قائلاً: "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِى الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِى فِيهَا أقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِى إقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (كو 12:2).
    ب- القراءات الكتابية فى السر :
    فى طقس تحليل المرأة :
    - ويقرأ الإنجيل من (لو 21:2-35) وذلك أن كان المولود ذكراً، ويتحدث عن الختان باعتبار أن الختان كان رمزاً للمعمودية وعلامة التخصيص للرب.
    - ويقرأ الإنجيل من (لو 38:10-42) أن كان المولود أنثى، ويتكلم عن مريم ومرثا اللتان أحبتا الرب وذلك لكى تكون الطفلة كواحدة منهما.
    وفى طقس قداس المياه (قداس تقديس مياه المعمودية) :
    - يقرأ البولس من (تى 2:3-Cool ويتكلم عن الفرق بين السلوك بحسب الإنسان العتيق والسلوك بحسب الإنسان الجديد الذى نناله فى المعمودية.
    - ويقرأ الكاثوليكون من (1يو 5:5-14) ويتحدث عن ضرورة المعمودية "الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِى الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِى الْوَاحِدِ" (1يو 7:5-Cool.
    - ويقرأ الأبركسيس من (أع 26:8-40) ويتحدث عن معمودية الخصى الحبشى.
    - وأخيراً يقرأ الإنجيل من (يو 3) عن لقاء السيد المسيح ونيقوديموس ويتحدث عن لزوم المعمودية وفاعليتها.
    ج- بركات السر التى يذكرها الكتاب :
    - المعمودية تهبنا الولادة الجديدة التى بها نصير أبناء لله وللكنيسة "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو 5:3).
    - المعمودية تمنحنا طبيعة جديدة وعن ذلك يقول الكتاب المقدس "لاَ بِأَعْمَالٍ فِى بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ - خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِى وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (تى 5:3).
    - المعمودية هى حميم غير منظور من الخطية الأصلية "كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَىْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ" (أف 25:5-26).
    - المعمودية موت ودفن وقيامة للإنسان الجديد "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِى جِدَّةِ الْحَيَاةِ" (رو 4:6).
    - فى المعمودية ننال الإستنارة "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِى الرَّبِّ." (أف 8:5).
    2- سر الميرون :
    وهو سر التثبيت وفيه يسكن روح الله القدوس فى الإنسان فيصير هيكلا لله ولكى يتم تقديس هيكل جسدنا يتم رشمه 36 رشم بزيت الميرون التى فيها تتقدس جميع أعضاء الجسد.
    أ- مرجعه الكتابى وتأسيسه :
    - أسسه السيد المسيح بقوله "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَىَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِى كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِى مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَىٍّ. قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِى كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِىَ بَعْدُ" (يو 27:7-39).
    - وأشار إليه بولس الرسول بقوله: "وَلَكِنَّ الَّذِى يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِى الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ الَّذِى خَتَمَنَا أَيْضاً، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِى قُلُوبِنَا" (2كو 21:1-22).
    - وقال عنه يوحنا الحبيب "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَىْءٍ" (1يو 20:2).
    ب- القراءات الكتابية للسر :
    - لا يقرأ فى السر قراءة محددة ولكن يقول الكاهن أثناء الرشومات "عربون مسحة نعمة الروح القدس" وذلك يطابق النص الكتابى "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ" (1يو 20:2).
    ج- وعن بركات السر التى يذكرها الكتاب :
    - يصير الإنسان سكنا للروح القدس بحسب قول الكتاب "أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟" (1كو 16:3).
    - وأيضاً قول السيد المسيح: "وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. رُوحُ الْحَقِّ الَّذِى لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يو 16:14-17).
    3- سر التوبة والإعتراف :
    وفيه يقر الإنسان بخطاياه أمام الأب الكاهن فتغفر له.
    أ- مرجعه الكتابى وتأسيسه :
    أسسه الرب يسوع له المجد بقوله لتلاميذه: "ﭐقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ" (يو 22:20-23). "كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِى السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِى السَّمَاءِ" (مت 18:18).
    وأشار إليه يعقوب الرسول "اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَىْ تُشْفَوْا" (يع 16:5).
    وكما يذكر الكتاب عن ممارسة المؤمنين لهذا السر فى الكنيسة الأولى إذا يذكر سفر الأعمال "وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ" (أع 18:19).
    ب- القراءات الكتابية فى السر :
    يقرأ الأب الكاهن تحليلاً على رأس المعترف ويطلب فيه عدة طلبات كل منها لها مرجعها الكتابى نذكر فيها على سبيل المثال :
    1- أن يملأنا الرب من مخافته : "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ" (أم 7:1)، "مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ" (أم 27:14).
    2- أن يرد الرب لنا شوقنا إليه : "اُجْذُبْنِى وَرَاءَكَ فَنَجْرِىَ." (نش 4:1).
    3- أن يمنحنا الرب : سلامه لأن الخطية تفقدنا سلامنا "لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إش 22:48).
    ج- البركات الكتابية للسر :
    - غفران الخطايا : "مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ" (أم 13:28).
    - المصالحة مع الله : "أَىْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِى الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ" (2كو 18:5-19).
    4- سر الافخارستيا أو سر التناول :
    وفيه ننال نعمة تناول جسد الرب ودمه الاقدسين، إذ تؤمن الكنيسة بالتحول الحقيقى للخبز وعصير الكرم إلى جسد ودم الرب حقيقى لعمانوئيل إلهنا حيث أن الرب يسوع قد أكد "هَذَا هُوَ جَسَدِى... هَذَا هُوَ دَمِى..." (مر 22:14-24).
    أ- مرجعه الكتابى وتأسيسه :
    - قد أسس السر الرب يسوع نفسه ليلة آلامه "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِى. وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: ﭐشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِى الَّذِى لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِى يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (مت 26:26-28).
    - ويوصى معلمنا بولس الرسول المؤمنين قائلاً: "الَّذِى يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ" (1كو 29:11).
    ب- القراءات الكتابية فى السر :
    تقرأ الكنيسة القبطية فى كل قداس تسعة قراءات كتابية (تتضمن مزمور وإنجيل العشية، مزمور وإنجيل باكر، البولس، الكاثوليكون، الابركسيس وأخيراً مزمور وإنجيل القداس).
    وتخصص الكنيسة كتاباً مخصصاً لترتيب هذه القراءات على مدار السنة ويعرف باسم القطمارس ويحتوى على القراءات الكتابية لكل يوم من أيام السنة التى تتلى فى خدمة القداس الإلهى.
    هذا بخلاف أن كل الصلوات والطلبات الليتورجية فى طقس سر الافخارستيا هى صلوات كتابية لها مرجعها الكتابى.
    ولعله من أمتع البحوث أن تجد لكل جملة فى صلوات القداس الإلهى مرجعاً كتابياً مناسباً، فالآباء منقادين بعمل الروح القدس قد وضعوا هذه الصلوات من خلال شبعهم بالكتاب المقدس.
    ج- البركات الكتابية التى يذكرها الكتاب عن السر :
    - التناول يمنحنا ثباتاً فى الرب : "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى، يَثْبُتْ فِىَّ وَأَنَا فِيهِ" (يو 54:6-56).
    - التناول يمنحنا عربون الحياة الأبدية : "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِى وَيَشْرَبُ دَمِى، فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِى الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يو 54:6).
    - التناول يمنحنا الوحدانية فى جسد الرب يسوع الذى هو الكنيسة : "فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِى الْخُبْزِ الْوَاحِدِ" (1كو 17:10).
    5- سر مسحة المرضى :
    وفيه يصلى الأب الكاهن صلوات طويله على زيت زيتون نقى ويدهن به المريض بعد أن يعترف بخطاياه لكى ينال شفاء لنفسه ولجسده معا.
    أ- مرجعه الكتابى وتاريخ تأسيسه :
    - مارس الآباء الرسل الأطهار هذا السر آخذين مبدأه من الرب يسوع المسيح له المجد عندما أرسهم للخدمة إذ يقول الكتاب: "وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ" (مر 13:6).
    - وأشار إليه صريحاً معلمنا يعقوب الرسول عندما قال: "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَة،ِ فَيُصَلُّوا
    عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِى الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (يع 14:5-15).
    ب- القراءات الكتابية فى السر :
    يتميز السر بقراءات طويلة من الكتاب المقدس. فالسر يتكون من سبعة صلوات، وفى كل صلاة من الصلوات السبعة يقرأ فصل من البولس والمزمور والإنجيل.
    وذلك بخلاف الأواشى والطلبات التى تتضمن كلها طلبات لها أصولها الكتابية. والقراءات فى الصلوات السبعة ترتيبها كالتالى :
    1- فى الصلاة الأولى :
    - يقرأ الكاثوليكون بدلاً من البولس عن فصل معلمنا يعقوب الرسول (يع 14:5-15). وتشير القراءات إلى قانونية السر.
    - ويقرأ الإنجيل من (يو 1:5-17) عن قصة شفاء مريض بركة بيت حسدا الذى أقامه الرب وفيه إشارة إلى قدرة الرب الشافيه.
    2- فى الصلاة الثانية :
    - يقرأ البولس من (رو 1:15-7) "... لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِى الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ..." وفيه تطلب الكنيسة من المريض أن يتحلى بالصبر ويكون له رجاء فى عمل الرب.
    - ويقرأ الإنجيل من (لو 1:19-10) عن قصة توبة زكا العشار وذلك لتأكيد ضرورة التوبة قبل الشفاء الجسدى.
    3- وفى الصلاة الثالثة :
    - يقرأ البولس من (1كو 28:12- 8:13) عن المحبة تحتمل كل شئ. وكأن الكنيسة تعلم المريض أنه إن كان يحب الله فلابد أن يحتمل من يده كل شئ.
    - والإنجيل من (مت 1:10-Cool ويذكر إرسالية الرب يسوع لتلاميذه الاثنى عشر، فالرب يسوع قد سلم السر لتلاميذه وأعطاهم سلطان الشفاء وهم بدورهم سلموه لآباء الكنيسة جيلاً بعد جيل.
    4- وفى الصلاة الرابعة :
    - البولس من (رو 14:8-21) "... فَإِنِّى أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا..." وفيه تخاطب الكنيسة المريض بضرورة احتمال آلام الجسد حتى ينال المكافأة السماوية.
    - والإنجيل من (لو 1:10-9) عن إرسالية الرب للسبعين ومنحهم سلطان الشفاء بوضع اليد، وفيه تأكيد أن الموهبه لم تعطى للجميع بل للذين أرسلهم الرب وخلفاؤهم بوضع اليد.
    5- وفى الصلاة الخامسة :
    - يقرأ البولس من (غل 16:2-20) "... مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِىَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِى الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِى الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِى أَحَبَّنِى وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِى" وفيه توصى الكنيسة المريض أن يشترك فى الآلام ولا يفقد إيمانه بمحبة الرب له.
    - والإنجيل من (يو 1:14-19) "لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِى... وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ...". وفيه تخاطب الكنيسة المريض لكى تكون له الثقة الكاملة فى عمل الروح القدس لاتمام مشيئة الرب من جهة شفاءه.
    6- وفى الصلاة السادسة :
    - البولس من (كو 12:3-17) "... وَلْيَمْلِكْ فِى قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِى إلَيْهِ دُعِيتُمْ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ..." وفيه تخاطب الكنيسة المريض ألا يفقد سلامه وشكره.
    - الإنجيل من (لو 36:7-50) عن المرأة الخاطئة التى غسلت قدمى الرب بدموعها، وفيه تؤكد الكنيسة على ضرورة الإيمان بشخص الرب يسوع المخلص والشعور بعدم الاستحقاق لنعمه وعطاياه.
    7- وفى الصلاة السابعة :
    - البولس من (أف 10:6-18) "... أَخِيراً يَا إِخْوَتِى تَقَوُّوا فِى الرَّبِّ وَفِى شِدَّةِ قُوَّتِهِ... مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ". وفيه توصى الكنيسة المريض ألا يفقد صلته مع الرب فى الصلاة الدائمة.
    - والإنجيل من (مت 14:6-18) "فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِىُّ..." وفيه تؤكد الكنيسة على ضرورة نقاوة قلب المريض وضرورة مصالحته مع الآخرين حتى وإن كانوا سبب مرضه وذلك لنوال بركة الشفاء.
    ج- البركات الكتابية فى السر :
    سر مسحة المرضى يحفظ للمريض سلامة مع الله فى أثناء تجربة المرض حتى وإن لم يشفى جسده.
    فمن خلال صلوات وقراءات السر يستطيع المريض أن يشعر بعدم ترك الرب له فى تجربة المرض بل يشعر بحضور الرب إلى جواره يعينه ويقويه ويشفى مرض جسده إن كان ذلك بحسب مشيئته. وعن ذلك يقول الكتاب: "وَلْيَمْلِكْ فِى قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِى الَيْهِ دُعِيتُمْ فِى جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ" (كو 15:3).
    6- سر الزيجة :
    وفيه يتحد الرجل والمرأة ويصيران فى الرب جسداً واحداً.
    أ- مرجعه الكتابى وتاريخ تأسيسه :
    وسر الزيجة قد أسسه الله الخالق منذ البدء وواضح ذلك من قول الرب يسوع: "َأمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِى جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ" (مت 4:19-6).
    وبولس الرسول أيضاً يسميه سراً عظيماً وبشبهه بأتحاد المسيح بالكنيسة بقوله "مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِى أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ" (أف 31:5-32).
    ب- القراءات الكتابية فى السر :
    فى طقس عقد الأملاك :
    - يقرأ البولس من (1كو 1:1-10) وفيه "... وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ..." وفيه تنبيه للعروسين لئلا ينشغلوا بالزواج عن خلاص أنفسهم. وأيضاً "... وَلَكِنَّنِى أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِداً..." وهو دعوة للعروسين لكى يعيشا بفكر واحد بلا مشاكل ولا انقسامات.
    - ثم يقرأ الإنجيل من (يو 1) "فِى الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ..." والإنجيل يشير إلى عمل الرب يسوع من أجل كنيسته إذ أحبها وبذل نفسه من أجلها، فنزل من السماء إلى الأرض. وهكذا أيضاً ينبغى أن تكون علاقة العريس بعروسته علاقة حب وبذل.
    وفى طقس الإكليل :
    - يقرأ البولس من (أف 22:5-36) ومنه وصيه أن تخضع الزوجة لزوجها "أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ" ووصيه أن يحب الرجل امرأته ويبذل نفسه عنها "أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ".
    - ويقرأ الإنجيل من (مت 1:19-6) وفيه مبادئ لاستقرار الأسرة وهى:
     وحدة الزيجة "مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى" (مت 4:19).
     الترك من أجل الآخر "مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ" (مت 5:19).
     الجسد الواحد "وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً" (مت 5:19).
     دوام الزواج واستقراره "فلا طلاق إلا لعله الزنا".
    ج- بركان السر الكتابة :
    - السر يقدس الزواج المسيحى : "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ" (عب 4:13)، "هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ" (أف 32:5).
    - الكيان الواحد : "إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ" (مت 6:19).
    7- سر الكهنوت :
    أسس الرب يسوع هذا السر عندما أنتخب رسلاً ورعاة يرعون الكنيسة وقال لهم "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِى بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (يو 16:15) وأعطاهم وحدهم دون غيرهم الحقوق والامتيازات الخاصة فى تعليم الشعوب والكرازة للأمم وإتمام الأسرار فلهم وحدهم أعطى حق التعميد واليهم سلم جسده ودمه الاقدسين ولهم وحدهم حق وضع اليد وكل الخدمات الكنسية الروحية وأخيراً قال لهم "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (مت 20:28) وعن هذا يكتب قداسه البابا فى كتابه "الكهنوت" أن الكهنوت "دعوة... واختيار... ومسحة... وإرسالية".
    فالرب يسوع قد أختار تلاميذه "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِى بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (يو 16:15) ودعاهم محبيه، دعوة التلاميذ تسجلها البشائر الأربعة فالرب دعا بطرس ويوحنا ومتى العشار ونثنائيل... الخ. وعن ذلك يذكر الكتاب المقدس "وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ" (لو 1:10).
    وعن الدعوة أيضاً يتحدث الكتاب "وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُّوُ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضاً" (عب 4:5).
    والكهنوت أيضاً إرساليه وعن هذا يذكر الكتاب المقدس "كَمَا أَرْسَلْتَنِى إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ" (يو 18:17) وفى اختيار معلمنا بولس الرسول يقول الرب "اذْهَبْ فَإِنِّى سَأُرْسِلُكَ إِلَى اْلأُمَمِ بَعِيداً" (أع 21:22).
    والكهنوت أيضاً مسحة ومن هذه المسحة يذكر الكتاب "كَمَا أَرْسَلَنِى الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا. وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: ﭐقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ" (مت 21:20-23) وامتدت هذه المسحة بوضع اليد من جيل إلى جيل وإلى يومنا هذا عندما يستلم الكاهن الجديد الإيمان يوم رسامته يقبل نفخة الروح القدس من فم الأب الأسقف ويردد "فتحت فمى واجتذبت لى روحاً".
    وتكلم بولس الرسول عن هذا السر مع تلميذة تيموثاوس قائلاً: "لاَ تُهْمِلِ الْمَوْهِبَةَ الَّتِى فِيكَ الْمُعْطَاةَ لَكَ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ وَضْعِ أَيْدِى الْمَشْيَخَةِ" (1تى 14:4) وأيضاً "فَلِهَذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضاً مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِى فِيكَ بِوَضْعِ يَدَىَّ" (2تى 6:1) وأوصاه قائلاً: "لاَ تَضَعْ يَداً عَلَى أَحَدٍ بِالْعَجَلَةِ، وَلاَ تَشْتَرِكْ فِى خَطَايَا الآخَرِينَ" (1تى 22:5) كما أوصى تيطس "وَتُقِيمَ فِى كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخاً كَمَا أَوْصَيْتُكَ" (تى 5:1).
    ودرجات الكهنوت الثلاثة واضحة فى الكتاب المقدس.. وكذلك واجبات كل منهم :
    - الأسقف فى (تى 7:1-9) و (1تى 1:3-7).

    - والقس فى (أع 23:14) و (تى 5:1).
    - والشماس فى (1تى 8:3-10).
    ب- الإشارات الكتابية فى السر :
    1- يختار المدعو للكهنوت طبقاً للشروط الكتابية المذكورة عن كل رتبه.
    2- يرسم بوضع اليد كما يذكر ذلك الكتاب المقدس.
    3- أثناء استلام الكاهن الإيمان فى نهاية رسامته ينفخ الأب الأسقف فى فمه كما فعل الرب يسوع، ويفتح الكاهن فمه ويقول: فتحت فمى واجتذبت لى روحاً (مز 131:119).
    ج- البركات الكتابية فى السر :
    السر يمنح الكاهن نعمة الأبوة ومسئوليه الإرشاد وسلطان التعليم بسب قول الكتاب "اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكّىً، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاِسْتِقَامَةِ" (2تى 15:2).
    وأيضاً "كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِى الْكَلاَمِ، فِى التَّصَرُّفِ، فِى الْمَحَبَّةِ، فِى الرُّوحِ، فِى الإِيمَانِ، فِى الطَّهَارَةِ. إِلَى أَنْ أَجِىءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ" (1تى 12:4-13).
    ومن هذا العرض السريع للأسرار الكنيسة يتضح لنا مدى ارتباط خدمه الأسرار السبعة بالكتاب المقدس.
    2- الكتاب المقدس والصلوات الطقسية الأخرى :
    كما تلتزم الكنيسة بالكتاب المقدس فى كل خدماتها السرائرية فهى أيضاً تستمر بنفس الروح فى كل الصلوات الطقسية الأخرى مثل:
    - صلوات الحميم فى اليوم الثامن لميلاد الطفل.
    - وصلوات تبريك المنازل. - وصلوات التجنيز.
    - وصلوات تكريس المذابح والأوانى والأيقونات.
    فتقرأ العديد من فصول الكتاب المقدس بعهديه سواء المزامير أو النبوات وكذلك فصول مختارة من البولس وفصول خاصة من الإنجيل تناسب كل مناسبة.
    كما تلتزم الكنيسة بنفس الخط فى احتفالاتها وتذكاراتها السنوية الخاصة بالمناسبات الكنيسة مثل :
    - صلاة اللقان : وفيها تقرأ فصول عديدة من نبوات الكتاب المقدس وأيضاً من البولس والإنجيل.
    - فى الاحتفال بعيدى الصليب : تقرأ الكنيسة 12 فصلاً من الإنجيل المقدس والمزامير.
    - وفى طقس الصوم الأربعينى : تخصص الكنيسة فصولاً من نبوات العهد القديم تقرأ يومياً قبل صلوات القداس بقراءته الخاصة.
    - وفى الاحتفال بأسبوع الآلام : تقرأ الكنيسة فصولاً مطوله من نبوات العهد القديم وكذلك بعض فصول من البولس بالإضافة إلى الأناجيل وذلك فى خمس ساعات نهارية وأخرى خمس ليلية. بالإضافة إلى أن الكنيسة تقرأ البشائر الأربعة كاملة موزعة على أيام أسبوع البصخة.
    - وفى طقس الدفنة : يوم الجمعة العظيمة يقرأ سفر المزامير بأكمله.
    - وفى ليلة أبوغالمسيس : يقرأ سفر الرؤيا بأكمله.
    وهذه عينة فقط لارتباط الكنيسة القبطية بالكتاب المقدس واهتمامها به وتأسيسها عليه.

    ثانياً: الكتاب المقدس والعبادة الشخصية


    1- صلوات السواعى السبعة = الأجبية :
    وصلوات الأجبية موضوعة بحسب كلمات معلمنا داود النبى: "سَبْعَ مَرَّاتٍ فِى النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ" (مز 164:119).
    وصلوات السواعى فى الكنيسة القبطية تؤكد بما لا يترك مجالاً للشك بارتباط الإنسان المسيحى بالكتاب المقدس وكلماته ففى كل صلوه من الصلوات السبع يصلى المرتل عدداً من المزامير وفى نهايتها يصلى فصلاً من
    الإنجيل المقدس.
    وأخيراً يتلو عدة طلبات كلها مأخوذة من كلمات الكتاب المقدس وأحداثه.
    2- التسبحة اليومية :
    وهى الجزء الثانى من العبادة اليومية للإنسان المسيحى وفيها يسبح الرب على أعماله وخليقته بأعتباره كاهناً للخليقة كلها ويشكر الرب ويطلب معونته الدائمة.
    والتسبحة اليومية تتكون من أربعة هوسات (تساببيح) وأبصالية (هى تسبحة لاسم الرب يسوع) وثيؤطوكية (هى تمجيد يومى لوالدة الإله السيدة العذراء مريم).
    وهذه التسبحة اليومية توكيد ارتباط العابد الأرثوذكسى بالكتاب المقدس:
    - فالهوس الأول مأخوذ نصاً من تسبحة موسى النبى بعد عبور البحر الأحمر فى (خر 15).
    - والهوس الثانى. (مز135)
    - والهوس الثالث مأخوذ نصاً عن تسبحة الثلاثة فتية القديسين فى أتون النار الواردة فى الجزء المحذوف من سفر دانيال النبى.
    - والهوس الرابع مأخوذ نصاًً من المزامير 148، 149، 150 من مزامير معلمنا داود النبى.
    - والإبصالية هى تسبحة باسم الرب يسوع المسيح وذلك بحسب قول الرب يسوع: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِى يُعْطِيكُمْ" (يو 23:16).
    والثيؤطوكيه هى تمجيد لوالده الإله العذراء مريم وذلك بحسب كلمات الكتاب المقدس التى سجلها الوحى الإلهى على لسان أمنا العذراء عندما قالت "فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِى" (لو 48:1).
    ومن البحوث الممتعة هو أن تستخرج كل تسابيح وصلوات التسبحة اليومية من الكتاب المقدس فكلها مأخوذة عنه.
    3- الصلاة الدائمة - صلاة يسوع السهمية :
    وهى نوع من الصلاة القصيرة السهمية التى يتعين على المؤمن المسيحى أن يتعلمها لكى يرددها باستمرار وهى فى أختصار تقول "ياربى يسوع المسيح ابن الله أرحمنى أنا الخاطئ" وهذه الصلاة رغم قصرها تمثل المعانى الكتابية المرتبطة بالصلاة: فهى باسم الرب يسوع، وهى أعتراف بألوهية "ابن الله" بحسب قول الكتاب: "وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَىْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو 31:20).
    وهى فى أنسحاق وتوبه تجعل الإنسان مقبولاً أمام الله وذلك بحسب كلمات الرب يسوع فى مثل الفريسى والعشار (لو 14:18).
    وهذه الصلاة فى مجملها هى تنفيذ لوصية الكتاب "صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ" (1تس 17:5) فبواسطتها يستطيع المؤمن أن يحفظ عقله منشغلاً بالرب كل حين طوال النهار رغم أنشغاله بعمله ودراسته وواجباته اليومية.

    ثالثاً: الكتاب المقدس والعمل الروحى الشخصى


    1- الإنسان المسيحى يعتبر الكتاب المقدس هو النور الذى يضئ له الطريق بحسب قول المرتل "سِرَاجٌ لِرِجْلِى كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِى" (مز 105:119). لذلك فمن الضرورى أن يتضمن القانون اليومى للمؤمن المسيحى القراءة فى الكتاب المقدس.
    2- الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة آبائية والقديس الأنبا أنطونيوس يوصى تلاميذه (ليكن لك شاهداً من الكتب على كل عمل تعمله) لذلك فالكنيسة تعلمنا أن يكون سلوكنا بحسب وصية وكلمات الكتاب المقدس.
    3- الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر الكتاب المقدس هو أحد الوسائط الروحية التى من خلالها يستطيع المؤمن أن يسلك فى طريقة للملكوت بأمان فهو معين لنا فى طريق الأبدية.
    4- الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر الكتاب المقدس أول مصادر التعليم فى الكنيسة إلى حوار كتابات الآباء والمجامع المسكونة والتقليد الشفاهى المسلم للآباء.
    5- الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر أن الكتاب المقدس هو دستور الدينونه فنحن سندان جميعاً وفقاً لكلمات ووصايا الكتاب المقدس وذلك بحسب قول بولس الرسول "فِى الْيَوْمِ الَّذِى فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رو 16:2)



      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-19, 5:36 pm